الدراسات السريرية للأجهزة الطبية محلياً وعالمياً – بوابة لدخول ابتكارك للسوق

اهتمام القطاع الخاص بإجراء دراسات سريرية للأجهزة الطبية داخل السوق السعودي في ازدياد حيث تجري حوالي 4 شركات دولية ما مجموعة 19 دراسة سريرية مسجلة لتجربة تقنيات جديدة بالمملكة وتهدف هذه التدوينة لتسليط الضوء على هذا الموضوع للتوعية وتشجيع الباحثين المحليين لإجراء المزيد منها.

الدراسات السريرية وأهميتها:

ستة أشخاص بصحة جيدة دخلوا لمستشفى بريطاني عام 2006م للمشاركة بدراسة سريرية تهدف للتحقق من سلامة وفعالية دواء جديد لعلاج سرطان الدم تصنعه شركة أمريكية (Paraxel) وبعد ساعات بسيطة من تجربة الدواء الجديد عليهم تورمت رؤوسهم وأطرافهم وتم إدخالهم فوراً للعناية المركزة وكانت النتيجة أن أحدهم فقد عدداً من أصابعه، وكان تشخيصهم بأن جميعهم سيصاب بالسرطان في مرحلة من حياتهم وسميت هذه الحالة (رجل الفيل – The Elephant Man clinical Trial) واتضح أثناء التحقيق بأنه وبالرغم من تجربة الدواء على عدد من الحيوانات قبل البشر بنجاح إلا أن الباحثين قاموا بمنح المتطوعين جرعات دواء أعلى من التي استخدمت على القرود. شركة دواء برتغالية Bial أجرت عام 2016 دراسة سريرية لتجربة دواء جديد على 108 متطوع بمستشفى فرنسي وتم تجربة جرعات عالية على 6 أشخاص منهم نتج عنها وفاة أحدهم ووفاة 4 آخرين دماغياً واتضح بعد التحقيق بأن النتائج الأولية لتجربة الدواء على الحيوانات أشارت لوفاة عدد من الكلاب المشاركة بالدراسة دماغياً بمعنى أن نتائج ما قبل الدراسة السريرية لم تكن جيدة وكان من المفترض إيقاف الدراسة بدلا من المضي قدما بإجرائها على البشر. نهايات حزينة جدا لتجارب سريرية على تقنيات حديثة لعلاج المرض تقابلها قصص نجاحات أخرى مثل قصة السيناتور الأمريكي جون مكين الذي كان مرشحا لرئاسة أمريكا يوما من الأيام حيث ذكر بأنه تم تشخيصه بسرطان في الدماغ لا يوجد له علاج معتمد، وعلم بأن شركة معينة تحتاج لمتطوعين لتجربة دواءاً جديداً لمرضه لم يتم اعتماده بعد فتطوع لأن يتم تجربة التقنية الجديدة عليه ونجحت التقنية بعلاجه وتغيرت حياته بأكملها بسبب مشاركته في هذه الدراسة.

تقوم الأدوية والأجهزة الطبية بدور مهم في عملية تشخيص الأمراض وعلاجها ومع تطور التكنولوجيا وتطبيقاتها توسعت المجالات التي يحاول الباحثون فيها تطبيق الأفكار الجديدة لتشخيص وعلاج الأمراض المختلفة، ولكن هل فكرت يوما ما، كيف تتأكد الشركات من كفاءة الأجهزة التي تصممها؟ هل تقوم الشركات بتصميم المنتج وإدخاله في السوق مباشرة؟ كيف تجرب المنتج وتتأكد من دقة التصميم وصحته؟ هل من المعقول أن يتم صناعة ركبة بمعمل معين من مادة معينة وإدخالها للسوق مباشرة بدون دراسة لأداء هذه الركبة داخل جسم الإنسان، والتعرف مثلاً على الوزن الذي يمكنها تحمله، ومدى تقبل جسم الإنسان لها من عدمه، ومقدار الدوران الذي يمكنها أداؤه؟ ماذا لو كانت الركبة ضعيفة وتعرضت للكسر داخل جسم الإنسان بسبب حركة سريعة معينة؟ هل يتغير أداء الركبة بعد فترة من الزمن من تركيبها أم أن أدائها يبقى ثابتاً ولفترة طويلة؟ أسئلة مهمة يمكنك القياس عليها والخروج بتساؤلات مشابهه عن أجهزة معقدة أخرى مثل صمامات ودعامات القلب وغيرها من المجالات الكثيرة التي يعمل بها المهتمون بإيجاد وسائل علاج وتشخيص جديدة حول العالم.

يتوجب على المخترع والمبتكر الذي يتطلع لتسويق منتجه ببلد معينة التواصل مع الجهة الرقابية بالبلد التي يرغب تسويق منتج داخلها لأخذ التصاريح اللازمة لإجراء ما يسمى بدراسات سريرية على ابتكاره يقوم خلالها بتجربة مخترعه على البشر والتحقق من كفاءته وتعديل تصاميمه وابتكاراته بحسب نتائج تلك الدراسات أو صرف النظر عن الاختراع تماما في حال فشل الدراسة السريرية كما تم مثلا في اختراع دعامة قلب مغلفة بدواء قوي يقاوم تراكم الكوليسترول داخل العرق من جهة ويدعم جداره الضعيف وعندما تم تجربة الدعامة في داخل عرق أحد الحيوانات، كان الدواء قويا لدرجة أنه تسبب في ذوبان جدار العرق وحدوث نزيف قوي جدا أدى لوفاة الحيوان، فكر الآن، ماذا لو تم تجربة هذه الدعامة على البشر مباشرة؟

الدراسات السريرية أحد مفاتيح دخول الابتكارات للأسواق:

يوضح الشكل أدناه العمليات التي ينبغي على أصحاب التقنيات الجديدة المرور بها من أجل إعداد ملف الدراسات الفنية التي تثبت من خلالها للجهات الرقابية سلامة ومأمونية المنتج الذي قامت بتصميمه وأنه قادر على تنفيذ الغرض الذي صنع من أجله. ويتضح من الشكل بأنها عملية متواصلة ومستمرة.

  • حيث يتم بناء نموذج معين لأداء فكرة معينة

  • تجرى على النموذج اختبارات أولية قبل استخدامه على البشر للتأكد من مأمونيته مثل اختبارات السلامة الكهربية لو كان منتجاَ يستخدم طاقة كهربائية، والاختبارات الميكانيكية لو كان منتجاً يتعرض للحركة المستمرة مثل الركبة الصناعية، أو اختبارات التحقق من ملائمة المادة التي صنع منها النموذج لجسم الإنسان لكي لا يتعرض المريض للإلتهابات، وقد يتم اختبار المنتج على الحيوانات أولاً قبل تجربته على البشر كما يتم ذلك في الدعامات والركب والمفاصل الصناعية والأنسجة التي تم هندستها، وغيرها من الاختبارات الأخرى التي قد ينتج عن نتائجها ما يشير لضرورة العودة لتعديل النموذج والتصميم السابق

  • يتقدم المخترع والمبتكر بطلب ترخيص من الهيئة الرقابية لإجراء دراسة سريرية على التصميم وتملك كل جهة رقابية متطلباتها الخاصة لهذا الغرض والتي غالبا ما تتضمن ضرورة وجود فريق إشرافي متخصص، وتصاريح من اللجان الأخلاقية لإجراء التجارب، ضمانات لسلامة المريض وخصوصيته، نزاهة منهجية الدراسة، متطلبات الآيزو رقم 14155 لإجراء دراسات سريرية على الأجهزة والمنتجات الطبية باستخدام البشر، آلية لحفظ المعلومات بكل شفافية ونزاهة،

  • يبدأ استقطاب المرضى لإجراء الدراسات السريرية ويبدأ جمع النتائج وتحليلها والتحقق منها وقد ينتج عن هذا العودة مرة أخرى لتعديل التصميم الأصلي أو المضي قدما بإعداد الملف النهائي للدراسات والاختبارات الرئيسية والذي تقدمه الشركة للجهة الرقابية ضمن الملف الفني للمنتج من أجل طلب الحصول على ترخيص لتسويق المنتج في العالم وتدعي الشركات من خلال هذا الملف بأنها قامت بالدرسات السريرية والاختبارات الأولية التي تثبت سلامة ومأمونية تقنيتها الجديدة وبناء عليه تطلب من الجهة الرقابية السماح لها بتسويق المنتج واستخدامه على البشر، وعادة من تشكل الجهات الرقابية لجان من المختصين للتحقق من النتائج المقدمة والتثبت من صحتها ودقتها وأنها أجريت بطرق سليمة شاملة لكافة المتغيرات الممكن حدوثها أنثاء استخدام هذه التقنية.

فوائد وتحديات الدراسات السريرية:

تستثمر الشركات مبالغ طائلة في إجراء الأبحاث السريرية وهناك دول تزدهر فيها الأبحاث السريرية للأجهزة والمنتجات الطبية لدرجة أنها تعد جزءا من الدخل القومي للبلد ومن تلك الدول استراليا وكوريا الجنوبية، كما تحرص الجهات الرقابية على الأجهزة والمنتجات الطبية على وضع تنظيمات للدراسات السريرية للابتكارات والأجهزة الجديدة تتحقق من خلالها على الأخلاقيات المتبعة في إجراء الدراسة من الحفاظ على سرية المعلومات ونزاهة تصميم الدراسة وعدم وجود تضارب مصالح بين الباحث الرئيسي وبين الشركة التي تجري تلك الدراسة وأنه قد تم اتخاذ كافة الإجراءات والاحتياطات الممكنة للحفاظ على سلامة المرضى المشاركين فيها وتقوم الجهات الرقابية بمراقبة هذه الدراسات أثناء حدوثها للتحقق من كفاءتها (راجع دليل إجراء دراسة سريرية لهيئة الغذاء والدواء السعودية).

هناك تحديات كثيرة للدراسات السريرية منها:

  1. حجم العينة الكافي من أجل أن تستنبط بأن التقنية الجديدة ناجحة في أداء الغرض الذي صنعت من أجله، فالعالم كله مستهدف من التقنية الجديدة فهل هناك حجم عينة كافي ليمثل كافة البشر؟

  2. تنوع التركيبة الجينية للناس يزيد من المشكلة تعقيدا فهناك أناس أصحاء وهناك مرضى وهناك من لهم حساسية من مواد معينة وقد يكون هناك من يملك تركيبات جينية ملائمة للتقنية وأخرون لا يملكون ذلك، هناك اختلاف كبير في البنية الجسمانية لسكان العالم فتركيبة أجسام الصينيين تختلف على الأوروبيين وتختلف عن الأفارقة وبناء عليه يصعب افتراض أن نجاح تقنية معينة على عينة من الناس أخذت ببلد مثل الصين يدل على أن نفس التقنية ستنجح في الولايات المتحدة (فكر في الركب والاحواض الصناعية، فأحجام الصينيين أصغر من أحجام الأوروبيين ولذا نجاح تصميم معين عندهم قد لا يعني بالضرورة نجاحه في أوروبا).

  3. أحد العوامل المهم مراقبتها في تقنيات العلاج بالذات هو مسألة العمر الافتراضي للتقنية، فكل جهاز في العالم له عمر افتراضي، ولا يوجد جهاز يعمل للأبد، كما أنه أداء وكفاءة أي جهاز تتغير مع الاستخدام ومن الضروري مراقبة أداء وكفاءة التقنية بعد الاستخدام لفترة زمنية كافية للتحقق من سلامة ومأمونية المنتج.

  4. تتطلب التقنيات الجديدة العالية الخطورة إجراء تجارب مسبقة على الحيوانات أو الخلايا للتحقق مبدئياً من سلامتها ومأمونيتها قبل تجربتها على البشر كما تتطلب بناء منهجية حذرة لتجربتها على البشر فلا أحد يمكنه التنبؤ بنتائجها وأثرها على العينة. هناك حوادث كثيرة لمرضى أصيبوا بموت دماغي أو حتى فقدوا حياتهم أثناء إجراء دراسة سريرية على أدوية جديدة.

  5. الوقت عامل مهم، فمن جهة تريد تجربة أداء التقنية الجديدة على أكبر عدد ممكن من الناس لتحصل على عينة كبيرة فنجاح منتجك مع 10 آلاف مشارك عشوائي بالدراسة السريرية يعطيك راحة واطمئنان أكثر لأن منتجك سيكون عليه أقبال كبير وسيخدم شريحة كبيرة من الناس مقابل منتج آخر لم يتم تجربته إلى على 3-4 مرضى فقط ويمكننا تخيل حجم المشكلة لو تطلبت التقنية مراقبة أدائها لفترة سنة بعد تجربتها على المرضى لفترة سنة مثلا. لابد من منح الوقت الكافي للدراسة من جهة ولكن هناك حد أعلى للوقت الممكن انتظاره، فالمنافسة في التقنيات بين الشركات كبيرة وقد تضيع وقتا طويلا في الدراسة السريرية لا طائل منه

  6. الميزانيات والتكلفة عامل جوهري أيضا، فلابد من صرف تكاليف المعدات المستخدمة في الدراسة السريرية، وتكاليف العاملين عليها والباحثين المشاركين والمرضى والقائمين على تحليل النتائج والعاملين على خط انتاج التقنية الجديدة والمصممين وكل هذه التكاليف تعتبر استثماراً جريئاً لأن المنتج لم يدخل للسوق حتى هذه اللحظة بل لا يوجد ما يثبت لأن الدراسة ستنتج فقد تكون نتيجة الدراسة السريرية أن المنتج يحتاج لتعديلات كثيرة قبل البدء بالحصول على التراخيص التي تتطلبها الجهات الرقابية للموافقة على دخول المنتج للأسواق.

  7. إيجاد باحثين جادين ذوو خبرة في مجال الدراسات السريرية وجمع البيانات وتحليلها فكثيرا ما تقدم بعض الجهات نتائج دراسات سريرية غير متكاملة وغير متوافقة مع بعضها البعض فترفضها الجهة الرقابية وهو الأمر الذي يؤدي لخسائر مالية فادحة وضياع لوقت الشركة للحاجة لإعادة الدراسة إما بشكل كامل أو جزئي.

  8. ضمان نزاهة الباحثين والجهة البحثية، فالجهة الرقابية لن تقبل دراسة قام بها باحث سيستفيد في حالة تسويق المنتج بالأسواق في حال قبول نتائج الدراسة، ولذا تشترط الجهة الرقابية أن لا يكون هناك أي علاقة بين الباحث الرئيسي بالدراسة السريرية وبين الشركة التي طلبت الدراسة السريرية وقد سبق لأن قامت الصين بتغريم شركة الصيدلة العالمية جاسكوسميث GSK مبلغ 490 مليون دولار لثبوت تورطها برشوة أطباء لترويج أدويتها والتلاعب بنتائج دراسات سريرية ويعد هذا مثالا لباحثين تم شراء ذممهم من قبل شركات طبية.

  9. استقطاب عدد كاف من الحالات المتنوعة للمرضى لإجراء الدراسة، فلو فرضنا أننا نجري دراسة على تقنية للكشف عن مرض السكر أو علاجه فسنحتاج لعينة كافية من المرضى المصابين بكافة أنواع مرض السكر وبشتى درجات المرض إضافة لعينة أخرى من السليمين من الجنسين ومختلف الأعمار، والحصول على هذه الأعداد يتطلب إجراء الدراسة بمراكز طبية يوجد بها أعداد كبيرة من الفئة المستهدفة مما يسهل إجراء الدراسة بشكل سريع وفعال.

لو فكرنا بشكل جيد في التحديات المذكورة أعلاه فهناك تحدي رئيسي تواجهه الجهة الرقابية في تقييم محتوى الملف الذي يحوي نتائج الدراسات الأولية والسريرية للخروج بقرار توافق فيه على استخدام المنتج على البشر وتتحمل فيه مسؤولية استخدامه بشكل واسع على المرضى لأنه في كثير من الأحيان ومهما كان تصميم الدراسة مميزاً وفعالاً فلن تكفي العينة لضمان سلامة ومأمونية المنتجات والتقنيات مئة بالمئة على كل الناس لأن صفات الناس تختلف ولا يمكن التنبؤ بردود فعل كل أنواع البشر لأي تقنية جديدة وكلما تأخر قرار قبول المنتج تم حرمان مرضى قد يستفيدون منه ليخفف من آلامهم وكلما تعجلت الجهة الرقابية بقبوله قد يدخل منتج غير سليم للأسواق مما يؤدي لحصول حوادث وأخطاء طبية، ولذا تعمل للجهات الرقابية على قبول حد أدنى من النتائج الإيجابية الدراسات المقدمة والسماح للمنتجات لدخول الأسواق ثم وضع آلية لمراقبة أداء المنتجات داخل الأسواق والمستشفيات وجمع بلاغات حوادثها للتعامل تلك المنتجات بما يتلائم مع أسباب تلك الحوادث وهذا سيكون موضوعا لتدوينة أخرى.

الخاتمة:

تجرى لحين كتابة هذه التدوينة في السعودية 19 دراسة سريرية للأجهزة والمنتجات الطبية منشورة على موقع هيئة الغذاء والدواء على هذا الرابط وتقوم الهيئة بترخيص الدراسات وإجراء زيارات تدقيقية وتفتيش عليها أثناء تنفيذها للتحقق من التزام الجهة بالمنهجية المقدمة من البداية ويجدر بالذكر بأن عدم الحصول على ترخيص الجهة الرقابية لإجراء الدراسة السريرية من البداية سيؤدي لرفض نتائجها حتى لو كانت إيجابية لعدم وجود ضمانات بأن الدراسة أجريت بآليات نزيهه تضمن غياب المصلحة والفائدة الشخصية للجهة التي قامت بالإشراف على تلك الدراسة وعدم وجود ضمانات لحيادية منهجية الدراسة وأنها صممت بطريقة لا يوجد فيها انحياز يؤدي للخروج بنتائج معينة.

اتمنى أن تساهم هذه التدوينة في رفع مستوى الوعي ببلادنا حول الدراسات السريرية للأجهزة والمنتجات الطبية وأهميتها لعل وعسى تبدأ الشركات المحلية بالاستثمار فيها والتعاون مع مراكز البحث العلمي وأقسام الهندسة الطبية المليئة بالباحثين الأكفاء الذين يبحثون عن مواضيع بحثية مرتبطة باحتياج المجتمع وتسد الفراغ الموجود بين البحث العلمي والاحتياج للأسواق المحلية واتطلع لإثراءات الخبراء والباحثين والمهتمين بهذا المجال من خلال التعليق على التدوينة.

About نزيه العثماني 104 Articles
دكتوراة هندسة كهربائية طبية وأسعى للتميز في البحوث التطبيقية وبراءات الاختراع وتوطين التقنية بمجالي ومهتم بدعم الإبداع والموهبة وأساليب التعليم الفعالة وبناء قيادات المستقبل

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.