خلق الله الملائكة من نور واشار الله عز وجل في كتابه الكريم في اكثر من موقع بأنها مخلوقات مأمورة لا تعصي الله وتنفذ أوامره بشكل دائم واختلف العلماء حول ما اذا كانت الملائكة تملك القدرة على معصية الله أو أنها لا تملك تلك القدرة لكنها مجبولة على طاعة الله وبغض النظر عن هذا الخلاف فالملائكة لا تعصي الله ما امرها وتفعل ما تؤمر تماما وهذا واضح بنص القرآن.
العجيب في هذا الأمر يتمثل في قصة بداية الخلق حيث قال تعالى (( انى خالق بشراً من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعو له ساجدين )) وفي هذا أمر للملائكة أن تسجد لسيدنا آدم فور خلقه، وبالرغم من أن الملائكة لا تعصي الله ما أمرها وتفعل ما تؤمر إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تطرح تساؤلا استفساريا وليس استنكاريا حيث سألوا ((أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك))
موقف عظيم جدا ودرس من الله عز وجل لمن يعْتَبِر من بني البشر فبالرغم من أن الملائكة لا تعصي الله إلا أن هذا لم يمنعها من أن تتسائل وتحاول أن تفهم الحكمة من خلق آدم وهذا دليل على أن التساؤل ومحاولة المعرفة ليس مؤشرا للرفض وليس مؤشرا للجدل وليس مؤشرا للتطاول على ذات الله، فما بال بعض البشر من بني آدم يغضب عندما يوجه احدهم اليه تساؤلا عن قرار اتخذه أو آراء أو افكار يملكها؟ فهنا الله عز بعزته وجلاله التي لا حدود لها يتقبل تساؤل الملائكة بكل بساطة وسهولة بالرغم من أن هذا الأمر ليس من صلاحياتها وليس من شأنها، بل ويتفضل الله عز وجل ببيان حكمة الخلق من خلال تجربة معرفة سيدنا آدم للأمور التي بينت للملائكة أن الانسان قادر على الخير كما هو قادر على الشر، تجربة قامت بدون أي استنكار من الله عز وجل للملائكة وبدون أن يقول وهو مالك الملك العزيز الجبار المتكبر المهيمن (كيف تجرؤون على سؤالي ومراجعة قراراتي؟) كما يفعل البعض من بني الإنس اليوم.
النقطة الاخرى التي ينبغي عدم نسيانها هي أن الإنسان يملك حرية المعصية وحرية التصرف بعكس الملائكة التي لا تملك سوى طاعة الله عز وجل وبالرغم من هذا تسائلت عندما لم تفهم ونظراً لأن الإنسان يملك العقل فمن الطبيعي أن يكون معدل تساؤلاته تجاه ما لا يفهم اكبر بكثير من الملائكة خاصة فيما يتعلق بقرارات البشر والمشكلة تحصل عندما يعطل الانسان قدرته على طرح هذه التساؤلات بسبب حواجز وهمية لم يضعها الله لنفسه في قصة خلق سيدنا آدم.
لننظر للمرآة ولنراجع أنفسنا ونفكر في ردود افعالنا تجاه من يناقش قراراتنا وافكارنا، فالهدف هو أن يراجع كل منا نفسه اولا وليس الهدف ان نفكر في تصرفات الآخرين وردود افعالهم تجاه من يناقش آرائهم لأن كل واحد منا لا يملك القدرة على التحكم في ردود افعال الآخرين ولكنه يملك التحكم في ما يفعله هو ومن الأولى أن ينشغل الإنسان بنفسه بدلا من غيره فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
لنخرج انفسنا من صندوق الخوف والتردد ونطرح تساؤلاتنا تجاه تلك الأمور التي لا نفهمها وإن لم يجبنا احد فلنبحث بأنفسنا على اجابات لتساؤلاتنا من خلال المصادر الموثوقة والمختصة أومن خلال التجارب التي تصمم بطريقة تختبر وتتحقق من الاجابات الممكنة لتساؤلاتنا، لنستمر في التساؤل لأنه بوابة الابداع والاكتشافات، والحظر على التساؤل في الواقع هو حظر على طرق التفكير من خارج الصندوق الذي هو احد أساسيات الابداع.
ملاحظة: هذه التدوينة هي خاطرة كانت تراودني منذ سنوات وتشابه عنوانها مع عنوان كتاب لدكتور الرياضيات المسلم جيفري لانغ حتى الملائكة سألت (Even Angles Asked) وهذا التشابه هو مجرد صدفة لأني لم اقرأ الكتاب ولا اعرف مضمونه، وبالمناسبة سبق لجيفري لانغ وأن كتب كتاب الصراع من اجل الاستسلام (Struggling to Surrender) الذي يحكي فيه قصة صراعه المستمر مع الآيات القرآنية والذي انتهى به للدخول في الاسلام.
دكتوراة هندسة كهربائية طبية وأسعى للتميز في البحوث التطبيقية وبراءات الاختراع وتوطين التقنية بمجالي ومهتم بدعم الإبداع والموهبة وأساليب التعليم الفعالة وبناء قيادات المستقبل
19 Comments
بكرم متصفحك اسمح لي ان اكون ضيفتك
لقد تطرقت للسائل ان يسأل دون تردد او خوف او ان يبحث من خلال المصادر الموثوقة والمختصة أومن خلال التجارب التي تصمم بطريقة تختبر وتتحقق من الاجابات الممكنة لتساؤلاتنا…
ولكن كيف التعامل مع لمن وجه اليه السؤال ؟
ربما يحتاج السائل لمهارة كيفية صياغة الاسئلة , واتقان فن الحوار والتفاوض او ربما امور اخرى , ويحتاج منا التنبه لأمور مهمة وهي :
التحري ودراسة شخصية الشخص المقابل وهذا يأخذ وقت وجهد ولكننا نتمكن من التماس نقاط الضعف في الشخصية الدكتاترية او الشخصية المتسلطة او الشخصية العصبية الغير مرنة او ذوي السلطات والمناصب والمسؤوليات
او (استاذ / استاذة )اكاديمية
ونعاني من مشكلة نحن النساء ماهي ؟
والله يكون بعوننا لأننا في دائرة مغلقة لا نتمكن من الوصول للهدف ويوجد من ينوب عنه , وهنا يحتمل الصواب والخطأ فيمن ينقل رسالتك !!
هناك اسئلة مفتوحة , واسئلة مثيرة , واسئلة مبهمة , واسئلة تحمل اكثر من فكرة
الاسئلة المفتوحة من مييزاتها انها مثيرة كلماتها واضحة وقصيرة , غير محتملة للصواب والخطأ , نجيب عليها براحة دون خوف او تردد ,لها اجوبة من عدة زوايا , المتلقي يكون ذو صدر رحب , ان نتختار الوقت المناسب لطرح السؤال
الاسئلة بصفة عامة مفتاح التعلم والمعرفة وتنشيط الخيال للإبداع والتفكير
الاستاذ المهندس / نزيه
موضوع جدا رائع من حيث الهدف والمضمون , لقد وصلت رسالتك فلها وقع خاص في نفس من يفهمها ويطبقها
لا أتصور أن التفكير و التساؤل مشكلة بأي شكل من الأشكال اذا كان الدافع معرفي.. “لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء أو تماروا به السفهاء ، ولا لتحيزوا به المجلس ، فمن فعل ذلك فالنار النار”
و في الأخير الاختلاف (بشكل حضاري) يساعد على تلاقح الأفكار و يخلق بيئة علمية ممتازة ينشدها المفكر نفسه اذا كان سليم النية.. “ما ناظرت أحدا الا و وددت أن يجري الله الحق على لسانه”
افتقادنا لثقافة التفكير المنطقي (لأن الفلسفة و المنطق لا تدرس عندنا) قد يكون وراء كثير من مشاكلنا في هذا الجانب..
و في الأخير “ليس هناك أخطر من الفكرة اذا لم تكن تملك سواها”
المعذرة اذا كانت أفكاري غير مترابطة لكن ألم أسناني
في البداية كل عام وانتم في الف خير واتم الصحة والعافية
نعم, السؤال منهج رباني عظيم نقرأه في القرآن والحديث وبين علماء الأمة المخلصين
أذكر آيات القرآن في الأحكام والعقيدة التي يذكر فيها الله قول “ويسئلونك” فيبين الله للأمة الحكم الشرعي والجواب الشافي
كذلك أذكر حديث جبريل عليه السلام عندما جاء للرسول في هيئة رجل وأخذ يسأله عن اركان الاسلام والايمان والساعة وعندما ذهب قال الرسول للصحابة “هذا جبريل جاءكم يعلمكم أمر دينكم”
حتى في غير العبادات وأمور العلوم الطبيعية المختلفة يبدأ البحث والإختراع دائماً “بالسؤال” ثم البحث والإكتشاف وهي سنة الله جعلها في عباده وخلقه
التحدي كما ذكرتم أخونا الكريم هو كيف نتقبل الآخر وسؤال الآخر وجوابه من دون حزازيات وضغينة في النفس.
قد تكون الإشكالية هي بحث الطرفين عن فائز وخاسر في النقاش وليس البحث عن الحق والصواب وهنا أجدها فرصة والله اعلم لتوضيح هدفنا للطرف الآخر بأن هدفنا من النقاش وحبذا قبل ان يبدأ او عندما نشعر بتغير اهداف الحوار هو البحث عن الصواب وليس الانتصار للنفس.
نحتاج بين حين والآخر جرعات تذكرنا دائماً بأن هناك اختلاف وهناك تساؤلات و وجهات نظر وهي فرصة كما تفضلتم للبحث والتعلم
اذكر مقول جميلة للداعية ذاكر (داعية وطبيب هندي له حوارات ومناظرات مع النصارى كثيرة) يقول فيها عندما سأله أحد الحضور عن “كيف نجيب على الملحد؟” يقول الدكتور \ ذاكر :
“أول شئ اقوله للملحد “مبروك”, طبعاً جواب غريب”
ثم يكمل الكلام ويقول “ملحد يعني رجل يفكر, فكر في دينه المحرف والغير عقلاني وقد يكون يكون فكر في الكون والخالق والقدر والغيب ولم يجد اجابه فهو أسهل من الشخص الذي على دين غير صحيح”
صاحب الدين الغير صحيح يحتاج إلى اقناع أولاً بأنه على خطأ, ثم بعد ذلك نوضح له الصحيح ولكن الملحد نتكلم معه مباشرة عن الخالق واثبات وجود الله وآيات الخلق واعجاز الخالق”
بارك الله لكم في العلم والعمل ونفع بكم البلاد والعباد ورزقكم خير الدنيا وثواب الآخرة وهو اكرم الاكرمين
الأولى مسألة اسلوب طرح التساؤل مهم واتفق معك فالملائكة سألت بأسلوب الاستفسار وليس الاستنكار فالأدب في طرح السؤال والهدوء مسألة ضرورية ولكني اعتقد أنها مسألة مختلفة عن مبدأ طرح السؤال. الاشكالية التي اراها احيانا هي ليست فقط في الاسلوب بل في مبدأ طرح السؤال نفسه، اجد اننا احيانا نستغرب ما يحصل بل وقد نرفضه في داخلنا ولكننا لا نطرح السؤال (لماذا؟)، ربما يكون التخوف من التساؤل هو رهبة مواجهة الواقع وسهولة البقاء في دائرة (الراحة) النفسية التي تتحقق لنا من عدم طرح هذا السؤال (لماذا؟)، فلماذا هذه تضع مسؤولية على صاحبها خاصة عندما يجد الاجابة.
اتفق معك على ضرورة اختيار الاسلوب الامثل في التساؤل لكن اعتقد أن على الواحد منا أن يفكر في الاجابة وأن يراجع نفسه حتى لو لم يكن اسلوب التساؤل جيدا فأسلوب التساؤل شيئ والسؤال نفسه شيئ آخر، ربما تكون هذه مثالية زائدة فمن الصعب أن يتمالك الانسان نفسه عندما يجد نفسه امام متسائل مستنكر ولكن اعتقد ايضا بأن التهور في طرق التساؤل هو نتيجة يأس مسبق لدى السائل من جدوى التساؤل ولا اتصور أن هذا التهور يكون موجودا بحد كبير لو أن قنوات التساؤل مفتوحة وسلسة ويعرف الجميع بأن من يسأل سيجد اجابة.
المسألة الثانية هي التساؤلات حول المرأة ومن وجهة نظري الشخصية فاتصور أن المرأة في مجتمعنا هي اكثر من يحتاج لطرح (لماذا) لأن كثيرا مما تعانيه المرأة في مجتمعنا نتج عن تنازل المرأة عن حقها في (لماذا)، هناك عدم رضى ورفض لكثير من القيود المفروضة على المرأة لدى شرائح كثيرة في المجتمع ولكن لن يتغير ذلك الحال إلا لو انتشرت ثقافة (لماذا) فكثير من تلك القيود مرتبط بالبشر ولكن جزءا من هؤلاء البشر نسوا أن العزيز الجبار المتكبر القوي المهيمن ذو الجلال والاكرام لم يمانع أن تسأله الملائكة (لماذا؟)
قرأت عن محاضرة القاها دكتور با**تاني في جامعة هارفارد اسمه دكتور مير طرح فيها عدة تساؤلات عن اوضاع الفقر وحقوق الانسان في العالم كما طرح تساؤلات عن الاحتلال في افغانستان والعراق وفلسطين وفساد الحكومات حول العالم واعجبتني جملة استخدمها وهي أننا قد نختلف في الاجابات على هذه التساؤلات ولا بأس في ذلك ولكن الاختلاف هذا لا ينبغي أن يلغي اهمية أن نسأل لماذا.
ولدي بعض الاجابات المقترحة حوله التي تقتضي اولا عدم الاستسلام وعدم قبول الوضع وإنما محاولة العمل على اصلاحه بطرق نظامية ايضا:
-كل نظام مكتوب له ثغرات فلتحاول البحث على ثغرة في ذلك النظام يمكنك من خلالها حل مشكلتك.
-حاول وضع النظام في تناقض مع نفسه مما يترتب عليه ضرورة وجود استثناءات قد تخدم قضيتك.
-اوضح للمسؤول من خلال الوقائع بأن النظام تسبب في وقع الظلم عليك لعله يقوم برفع المظلمة من طريق آخر.
قد لا تتمكن من حل مشكلتك ولكن استمرارك في محاولة التعامل معها قد يحل المشكلة لمن يأتي بعدك وبهذا قد تكون ممن سن سنة حسنة تاخذ اجر من استفاد منها ليوم الدين
ولكن هل تعتقد أننا نتعامل مع التساؤلات بأريحية كبيرة، لأني لا اتصور بأن التفكير والتساؤلات مقتصرة فقط على الجانب المعرفي بل التفكير يشمل الجانب السلوكي والاجتماعي والمعاملات وحتى العبادات ايضا
اتفق معك حول ضرورة تنمية اساليب التفكير المنطقي والناقد والابداعي منذ الصغر واعتقد أن هناك وعي تجاه هذا الجانب لدى الجهات التعليمية فقد لاحظت بأن احد اهداف المناهج الدراسية الجديدة المطبقة لهذا العام هو تنمية التفكير الناقد لدى الطالب منذ الصغر وعسى أن يساهم هذا الأمر في تشجيع التفكير المنطقي
اتفق معك ايضا أن الفكرة قد تكون خطيرة ولكنها ايضا مهمه واساسية فبداية محاربة الفساد والاستبداد مثلا تكون بالتفكير وبطرح التساؤلات وهذه التساؤلات تكون خطيرة للمستبد ولكنها مهمة وأساسية للمظلوم.
شكرا لمرورك يااخي احمد وكل عام وانت بخير ايضا وعسى أن تكون اعيادك القادمة وانت بين اسرتك واهلك سالما غانما ان شاء الله
ذاكر ناياك متحدث جيد جدا ويعجبني فيه أن يطرح ما لديه عن طريق التساؤلات بمعنى أنه يوضح تناقضات الآخرين من خلال طرح التساؤلات المنطقية والمستندة الى منهج علمي وليس منهج عشوائي، ويترك ذاكر المجال للمستمع أن يفكر في كيفية التعامل مع التناقض الواضح الذي ابرزه ذاكر في تساؤلاته.
هناك ملحد سابق معروف اسمه دكتور جفري لانغ وهو الشخص المذكور في آخر المقال وانصحك بقراءة كتابه الصراع من اجل الاستسلام وقد سبق وأن حضرت للدكتور جفري عددا من المحاضرات التي يتحدث فيها عن قصته ويطرح بالمعادلات الرياضية كيف استطاع الوصول للاجابات التي كانت تحيره وانتهى به ذلك لشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
التساؤلات في نظري ليست مقتصرة على الجوانب الدينية بل هي ايضا تشمل الجوانب السلوكية وجوانب المعاملات الانسانية بيننا كبشر اضافة للجوانب العلمية والظواهر التي نشاهدها حولنا واعتقد أن لدينا قصور في التساؤلات الخاصة بهذه المجالات.
موضوعك جميل وماتنادي به هو الأجمل…ولكن قف لبرهة!!
هل تستطيع أنت ان تلتزم بما ناديتنا به وهو تحرير العقل والتساؤل؟
تذكر ان تحرير العقل والتساؤل هو مفهوم لايملك احد الحق في تقييده او التلاعب في معناه..فهو يدخل في كل شي..وأظنك فهمت مقصدي.
لاحظ أني لم اتطرق لمسألة تحرير العقل وانما تطرقت لتحرير التساؤل فقط
وللاجابة على سؤالك فالعقل نعمة من الله عز وجل والله يأمرنا بأن نتدبر في خلق السماوات والأرض وما بينهما فلا اجد مشكلة في اطلاق العنان للتفكير فعقل الانسان ملك له وحده ولا احد يملك القدرة على تقييد حرية ما يدور في عقل الانسان
بل لا اعتقد أن أي واحد منا يملك حرية تقييد عقله هو نفسه ولا يملك القدرة على ايقاف الافكار التي تتوارد لخاطره، قد يحاول التركيز على افكار غيرها ولكنه لن يتمكن من التحكم في الافكار التي ترد لرأسه
الدكتور الفاضل/ نزيه
مما يثلج الصدر أن نقرأ مثل هذه الكتابات لمن له علاقة بالسلك التعليمي
إذ أنه لو فكر من يتصدرون أو يصدرون للتعليم والتربية بهذه العقلية لرأيت من أمرنا عجبا ,
لكن إذا وجدت التساؤلات ولم يوجد من يستمع لها أو يتيح لها فرصة الظهور ما هو الحل برأيك؟
ثم إنه وخلال مراحل الحياة تطرأ الكثير من التساؤلات وإذا قمعت في مهدها قلما تعود فإذا لم يتوفر من يجيب عليها من المفترض أن لا نعدم الناصح ,
فمثلا توجيه صاحب التساؤلات بتوثيقها لكي لا تنسى يجعل المرء دائم التوثيق ومن ثم البحث عن الإجابات وهذا ما لم لم أكتشفه إلا مؤخرا لأني عدمته في الماضي .
تحياتي
البحث عمن يجيب على التساؤلات احيانا يكون صعبا وقد يؤدي لانتقال مسؤولية البحث عن الاجابة لصاحب التساؤل نفسه ليقوم باستخدام وسائل البحث العلمي من اجل الوصول لاجابة.
الفشل في الوصول لاجابات وارد طبعا ولكنه ليس مبررا لايقاف التساؤل فقد قال احد الحكماء (أنا افكر، إذن أنا موجود) وتوثيق التساؤلات التي تبحث عن اجابات فكرة جيدة فقد تمر الأيام والسنين لنجد الاجابات التي نبحث عنها
بكرم متصفحك اسمح لي ان اكون ضيفتك
لقد تطرقت للسائل ان يسأل دون تردد او خوف او ان يبحث من خلال المصادر الموثوقة والمختصة أومن خلال التجارب التي تصمم بطريقة تختبر وتتحقق من الاجابات الممكنة لتساؤلاتنا…
ولكن كيف التعامل مع لمن وجه اليه السؤال ؟
ربما يحتاج السائل لمهارة كيفية صياغة الاسئلة , واتقان فن الحوار والتفاوض او ربما امور اخرى , ويحتاج منا التنبه لأمور مهمة وهي :
التحري ودراسة شخصية الشخص المقابل وهذا يأخذ وقت وجهد ولكننا نتمكن من التماس نقاط الضعف في الشخصية الدكتاترية او الشخصية المتسلطة او الشخصية العصبية الغير مرنة او ذوي السلطات والمناصب والمسؤوليات
او (استاذ / استاذة )اكاديمية
ونعاني من مشكلة نحن النساء ماهي ؟
والله يكون بعوننا لأننا في دائرة مغلقة لا نتمكن من الوصول للهدف ويوجد من ينوب عنه , وهنا يحتمل الصواب والخطأ فيمن ينقل رسالتك !!
هناك اسئلة مفتوحة , واسئلة مثيرة , واسئلة مبهمة , واسئلة تحمل اكثر من فكرة
الاسئلة المفتوحة من مييزاتها انها مثيرة كلماتها واضحة وقصيرة , غير محتملة للصواب والخطأ , نجيب عليها براحة دون خوف او تردد ,لها اجوبة من عدة زوايا , المتلقي يكون ذو صدر رحب , ان نتختار الوقت المناسب لطرح السؤال
الاسئلة بصفة عامة مفتاح التعلم والمعرفة وتنشيط الخيال للإبداع والتفكير
الاستاذ المهندس / نزيه
موضوع جدا رائع من حيث الهدف والمضمون , لقد وصلت رسالتك فلها وقع خاص في نفس من يفهمها ويطبقها
اذ اكتشفت ان النظام الاداري قد خانك فماذا افعل ؟
فقدان الثقه و غياب المعلومه الموثقه يقود الي تكميم افواه الاخرين عندما يمتلك الشخص وسائل اخري كالسلطه وغيرها
سؤال جانبي:
كيف عرفت الملائكه بأن المخلوق القادم سوف ينشر الفساد ويسفك الدماء وهي لا تعلم الغيب
الموقف العظيم والدرس هذا من أحد تفاسير القران؟
الشك بداية اليقين !!
لا أتصور أن التفكير و التساؤل مشكلة بأي شكل من الأشكال اذا كان الدافع معرفي.. “لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء أو تماروا به السفهاء ، ولا لتحيزوا به المجلس ، فمن فعل ذلك فالنار النار”
و في الأخير الاختلاف (بشكل حضاري) يساعد على تلاقح الأفكار و يخلق بيئة علمية ممتازة ينشدها المفكر نفسه اذا كان سليم النية.. “ما ناظرت أحدا الا و وددت أن يجري الله الحق على لسانه”
افتقادنا لثقافة التفكير المنطقي (لأن الفلسفة و المنطق لا تدرس عندنا) قد يكون وراء كثير من مشاكلنا في هذا الجانب..
و في الأخير “ليس هناك أخطر من الفكرة اذا لم تكن تملك سواها”
المعذرة اذا كانت أفكاري غير مترابطة لكن ألم أسناني
جزاكم الله الف خير اخونا الكريم ابو دانية
في البداية كل عام وانتم في الف خير واتم الصحة والعافية
نعم, السؤال منهج رباني عظيم نقرأه في القرآن والحديث وبين علماء الأمة المخلصين
أذكر آيات القرآن في الأحكام والعقيدة التي يذكر فيها الله قول “ويسئلونك” فيبين الله للأمة الحكم الشرعي والجواب الشافي
كذلك أذكر حديث جبريل عليه السلام عندما جاء للرسول في هيئة رجل وأخذ يسأله عن اركان الاسلام والايمان والساعة وعندما ذهب قال الرسول للصحابة “هذا جبريل جاءكم يعلمكم أمر دينكم”
حتى في غير العبادات وأمور العلوم الطبيعية المختلفة يبدأ البحث والإختراع دائماً “بالسؤال” ثم البحث والإكتشاف وهي سنة الله جعلها في عباده وخلقه
التحدي كما ذكرتم أخونا الكريم هو كيف نتقبل الآخر وسؤال الآخر وجوابه من دون حزازيات وضغينة في النفس.
قد تكون الإشكالية هي بحث الطرفين عن فائز وخاسر في النقاش وليس البحث عن الحق والصواب وهنا أجدها فرصة والله اعلم لتوضيح هدفنا للطرف الآخر بأن هدفنا من النقاش وحبذا قبل ان يبدأ او عندما نشعر بتغير اهداف الحوار هو البحث عن الصواب وليس الانتصار للنفس.
نحتاج بين حين والآخر جرعات تذكرنا دائماً بأن هناك اختلاف وهناك تساؤلات و وجهات نظر وهي فرصة كما تفضلتم للبحث والتعلم
اذكر مقول جميلة للداعية ذاكر (داعية وطبيب هندي له حوارات ومناظرات مع النصارى كثيرة) يقول فيها عندما سأله أحد الحضور عن “كيف نجيب على الملحد؟” يقول الدكتور \ ذاكر :
“أول شئ اقوله للملحد “مبروك”, طبعاً جواب غريب”
ثم يكمل الكلام ويقول “ملحد يعني رجل يفكر, فكر في دينه المحرف والغير عقلاني وقد يكون يكون فكر في الكون والخالق والقدر والغيب ولم يجد اجابه فهو أسهل من الشخص الذي على دين غير صحيح”
صاحب الدين الغير صحيح يحتاج إلى اقناع أولاً بأنه على خطأ, ثم بعد ذلك نوضح له الصحيح ولكن الملحد نتكلم معه مباشرة عن الخالق واثبات وجود الله وآيات الخلق واعجاز الخالق”
بارك الله لكم في العلم والعمل ونفع بكم البلاد والعباد ورزقكم خير الدنيا وثواب الآخرة وهو اكرم الاكرمين
طرحتي نقطتين مهمتين
الأولى مسألة اسلوب طرح التساؤل مهم واتفق معك فالملائكة سألت بأسلوب الاستفسار وليس الاستنكار فالأدب في طرح السؤال والهدوء مسألة ضرورية ولكني اعتقد أنها مسألة مختلفة عن مبدأ طرح السؤال. الاشكالية التي اراها احيانا هي ليست فقط في الاسلوب بل في مبدأ طرح السؤال نفسه، اجد اننا احيانا نستغرب ما يحصل بل وقد نرفضه في داخلنا ولكننا لا نطرح السؤال (لماذا؟)، ربما يكون التخوف من التساؤل هو رهبة مواجهة الواقع وسهولة البقاء في دائرة (الراحة) النفسية التي تتحقق لنا من عدم طرح هذا السؤال (لماذا؟)، فلماذا هذه تضع مسؤولية على صاحبها خاصة عندما يجد الاجابة.
اتفق معك على ضرورة اختيار الاسلوب الامثل في التساؤل لكن اعتقد أن على الواحد منا أن يفكر في الاجابة وأن يراجع نفسه حتى لو لم يكن اسلوب التساؤل جيدا فأسلوب التساؤل شيئ والسؤال نفسه شيئ آخر، ربما تكون هذه مثالية زائدة فمن الصعب أن يتمالك الانسان نفسه عندما يجد نفسه امام متسائل مستنكر ولكن اعتقد ايضا بأن التهور في طرق التساؤل هو نتيجة يأس مسبق لدى السائل من جدوى التساؤل ولا اتصور أن هذا التهور يكون موجودا بحد كبير لو أن قنوات التساؤل مفتوحة وسلسة ويعرف الجميع بأن من يسأل سيجد اجابة.
المسألة الثانية هي التساؤلات حول المرأة ومن وجهة نظري الشخصية فاتصور أن المرأة في مجتمعنا هي اكثر من يحتاج لطرح (لماذا) لأن كثيرا مما تعانيه المرأة في مجتمعنا نتج عن تنازل المرأة عن حقها في (لماذا)، هناك عدم رضى ورفض لكثير من القيود المفروضة على المرأة لدى شرائح كثيرة في المجتمع ولكن لن يتغير ذلك الحال إلا لو انتشرت ثقافة (لماذا) فكثير من تلك القيود مرتبط بالبشر ولكن جزءا من هؤلاء البشر نسوا أن العزيز الجبار المتكبر القوي المهيمن ذو الجلال والاكرام لم يمانع أن تسأله الملائكة (لماذا؟)
قرأت عن محاضرة القاها دكتور با**تاني في جامعة هارفارد اسمه دكتور مير طرح فيها عدة تساؤلات عن اوضاع الفقر وحقوق الانسان في العالم كما طرح تساؤلات عن الاحتلال في افغانستان والعراق وفلسطين وفساد الحكومات حول العالم واعجبتني جملة استخدمها وهي أننا قد نختلف في الاجابات على هذه التساؤلات ولا بأس في ذلك ولكن الاختلاف هذا لا ينبغي أن يلغي اهمية أن نسأل لماذا.
الأ تقول الحكمة (أنا افكر، إذن أنا موجود)؟
سرني مرورك
المتابة
تساؤل مهم جدا حول النظام وطريقة التعامل معه
ولدي بعض الاجابات المقترحة حوله التي تقتضي اولا عدم الاستسلام وعدم قبول الوضع وإنما محاولة العمل على اصلاحه بطرق نظامية ايضا:
-كل نظام مكتوب له ثغرات فلتحاول البحث على ثغرة في ذلك النظام يمكنك من خلالها حل مشكلتك.
-حاول وضع النظام في تناقض مع نفسه مما يترتب عليه ضرورة وجود استثناءات قد تخدم قضيتك.
-اوضح للمسؤول من خلال الوقائع بأن النظام تسبب في وقع الظلم عليك لعله يقوم برفع المظلمة من طريق آخر.
قد لا تتمكن من حل مشكلتك ولكن استمرارك في محاولة التعامل معها قد يحل المشكلة لمن يأتي بعدك وبهذا قد تكون ممن سن سنة حسنة تاخذ اجر من استفاد منها ليوم الدين
القبطان
بالنسبة لسؤالك (كيف عرفت الملائكة بأن بني آدم سيفسدون في الأرض)
تساؤل طيب وجميل ولكني لا املك الاجابة ولهذا اعتقد أن الطريق للاجابة هو من خلال المختصين والمصادر الموثوقة وهذا رابط يطرح عددا من الآراء حول تساؤلك
تعليل سؤال الملائكة : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/showfatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=1099
صلاح
بالنسبة للتفاسير التي ذكرت الدرس فالاجابة هي/:
لا لم اقرأه في احد التفاسير ولكنه جال بخاطري عند قراءة الآيات
ماذا لو
شكرا لتعليقك وسلامة اسنانك
ولكن هل تعتقد أننا نتعامل مع التساؤلات بأريحية كبيرة، لأني لا اتصور بأن التفكير والتساؤلات مقتصرة فقط على الجانب المعرفي بل التفكير يشمل الجانب السلوكي والاجتماعي والمعاملات وحتى العبادات ايضا
اتفق معك حول ضرورة تنمية اساليب التفكير المنطقي والناقد والابداعي منذ الصغر واعتقد أن هناك وعي تجاه هذا الجانب لدى الجهات التعليمية فقد لاحظت بأن احد اهداف المناهج الدراسية الجديدة المطبقة لهذا العام هو تنمية التفكير الناقد لدى الطالب منذ الصغر وعسى أن يساهم هذا الأمر في تشجيع التفكير المنطقي
اتفق معك ايضا أن الفكرة قد تكون خطيرة ولكنها ايضا مهمه واساسية فبداية محاربة الفساد والاستبداد مثلا تكون بالتفكير وبطرح التساؤلات وهذه التساؤلات تكون خطيرة للمستبد ولكنها مهمة وأساسية للمظلوم.
احمد مغربي
شكرا لمرورك يااخي احمد وكل عام وانت بخير ايضا وعسى أن تكون اعيادك القادمة وانت بين اسرتك واهلك سالما غانما ان شاء الله
ذاكر ناياك متحدث جيد جدا ويعجبني فيه أن يطرح ما لديه عن طريق التساؤلات بمعنى أنه يوضح تناقضات الآخرين من خلال طرح التساؤلات المنطقية والمستندة الى منهج علمي وليس منهج عشوائي، ويترك ذاكر المجال للمستمع أن يفكر في كيفية التعامل مع التناقض الواضح الذي ابرزه ذاكر في تساؤلاته.
هناك ملحد سابق معروف اسمه دكتور جفري لانغ وهو الشخص المذكور في آخر المقال وانصحك بقراءة كتابه الصراع من اجل الاستسلام وقد سبق وأن حضرت للدكتور جفري عددا من المحاضرات التي يتحدث فيها عن قصته ويطرح بالمعادلات الرياضية كيف استطاع الوصول للاجابات التي كانت تحيره وانتهى به ذلك لشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
التساؤلات في نظري ليست مقتصرة على الجوانب الدينية بل هي ايضا تشمل الجوانب السلوكية وجوانب المعاملات الانسانية بيننا كبشر اضافة للجوانب العلمية والظواهر التي نشاهدها حولنا واعتقد أن لدينا قصور في التساؤلات الخاصة بهذه المجالات.
موضوعك جميل وماتنادي به هو الأجمل…ولكن قف لبرهة!!
هل تستطيع أنت ان تلتزم بما ناديتنا به وهو تحرير العقل والتساؤل؟
تذكر ان تحرير العقل والتساؤل هو مفهوم لايملك احد الحق في تقييده او التلاعب في معناه..فهو يدخل في كل شي..وأظنك فهمت مقصدي.
اخي الكاليفورني
لاحظ أني لم اتطرق لمسألة تحرير العقل وانما تطرقت لتحرير التساؤل فقط
وللاجابة على سؤالك فالعقل نعمة من الله عز وجل والله يأمرنا بأن نتدبر في خلق السماوات والأرض وما بينهما فلا اجد مشكلة في اطلاق العنان للتفكير فعقل الانسان ملك له وحده ولا احد يملك القدرة على تقييد حرية ما يدور في عقل الانسان
بل لا اعتقد أن أي واحد منا يملك حرية تقييد عقله هو نفسه ولا يملك القدرة على ايقاف الافكار التي تتوارد لخاطره، قد يحاول التركيز على افكار غيرها ولكنه لن يتمكن من التحكم في الافكار التي ترد لرأسه
الدكتور الفاضل/ نزيه
مما يثلج الصدر أن نقرأ مثل هذه الكتابات لمن له علاقة بالسلك التعليمي
إذ أنه لو فكر من يتصدرون أو يصدرون للتعليم والتربية بهذه العقلية لرأيت من أمرنا عجبا ,
لكن إذا وجدت التساؤلات ولم يوجد من يستمع لها أو يتيح لها فرصة الظهور ما هو الحل برأيك؟
ثم إنه وخلال مراحل الحياة تطرأ الكثير من التساؤلات وإذا قمعت في مهدها قلما تعود فإذا لم يتوفر من يجيب عليها من المفترض أن لا نعدم الناصح ,
فمثلا توجيه صاحب التساؤلات بتوثيقها لكي لا تنسى يجعل المرء دائم التوثيق ومن ثم البحث عن الإجابات وهذا ما لم لم أكتشفه إلا مؤخرا لأني عدمته في الماضي .
تحياتي
شكرا لمرورك يا فهد
البحث عمن يجيب على التساؤلات احيانا يكون صعبا وقد يؤدي لانتقال مسؤولية البحث عن الاجابة لصاحب التساؤل نفسه ليقوم باستخدام وسائل البحث العلمي من اجل الوصول لاجابة.
الفشل في الوصول لاجابات وارد طبعا ولكنه ليس مبررا لايقاف التساؤل فقد قال احد الحكماء (أنا افكر، إذن أنا موجود) وتوثيق التساؤلات التي تبحث عن اجابات فكرة جيدة فقد تمر الأيام والسنين لنجد الاجابات التي نبحث عنها
مشكوووووووووووووووووووور
المدونه في غايه الروعه واتمنى المزيد من الموضوعات الشيقه
الموضوع حقيقي تحفه اتمني لك النجاح والتوفيق
شكراً على المجهود المتميز ، مشكورين